ما هو جرثومة المعدة؟

 تعتبر جرثومة المعدة  (Helicobacter Pylori, H. pylori)  أو الجرثومة البوابية الحلزونية من البكتيريا سالبة الجرام، والتي تعيش وتتكاثر في الجدران المبطنة للمعدة. وتعد البكتيريا الحلزونية إحدى المسببات الرئيسية للالتهابات في المعدة والاثني عشر.

أولا: أسباب جرثومة المعدة

لا تزال أسباب جرثومة المعدة أو البكتيريا الحلزونية غير معروفة إلى الآن، ولكن قد تنتشر العدوى ويصاب الشخص بها عن طريق ما يلي:

الماء، أو المشروبات الطعام الملوث أو أواني الطعام الملوثة.

ُثانيا : يتسائل العديد هل جرثومة المعدة معدية؟

 الإجابة هي: نعم، فمن أسباب جرثومة المعدة هو انتقالها من شخص لآخر.  ويمكن أن تنتقل جرثومة المعدة أو جرثومة هليكوباكتر بيلوري وتنتشر من شخص لآخر من خلال الطرق التالية:

اللعاب, البراز أو التلوث البرازي في الطعام أو الماء، وقد يحدث ذلك مع ممارسات النظافة السيئة وعدم غسل اليدين جيداً بعد استخدام الحمام.

تعد جرثومة المعدة أكثر شيوعاً في المجتمعات المكتظة، مثل العائلات الكبيرة خاصة في الدول النامية التي تفتقر إلى المياه النظيفة أو شبكات الصرف الصحي الجيدة.

 

ثالثا :ماذا تفعل هذه الجرثومة بالمعدة؟

منذ القدم والأطباء يعتقدون أن المرضى المصابين بقرحة المعدة أصيبوا بها بسبب الإجهاد، والأطعمة الغنية بالتوابل، والتدخين، وغيرها من العادات ونمط الحياة المتبع. ولكن عندما اكتشف العلماء جرثومة المعدة في عام 1982، وجدوا أن بكتيريا المعدة هي السبب في معظم حالات قرحة المعدة.

عندما تدخل جرثومة المعدة الجسم، تقوم بمهاجمة بطانة المعدة التي تحمي الجسم والمعدة بحد ذاتها من الأحماض التي تفرزها المعدة بشكل طبيعي خلال هضم الطعام، وبالتالي يحدث الضرر بسبب وصول أحماض المعدة إلى البطانة، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث قرحة المعدة. وقد يؤدي الإصابة بقرحة المعدة إلى حدوث نزف في المعدة، وبالتالي التهاب المعدة ومنع أو إعاقة حركة الغذاء خلال الجهاز الهضمي.

من الجدير بالذكر أن البكتيريا الحلزونية تنتج إنزيم اليورياز والذي يساعد البكتريا على العيش في بيئة المعدة القاسية، حيث يتفاعل إنزيم اليورياز مع اليوريا لينتج عن هذا التفاعل الأمونيا التي تعادل ما يكفي من حمض المعدة وتمكن الكائنات الحية الدقيقة من العيش والبقاء في الأنسجة. ويمكن لجرثومة المعدة أن تعيش في الجسم لسنوات قبل بدء الأعراض، وقد تبقى في أجسام بعض الناس دون إحداث أي أعراض أو التسبب بقرحة المعدة.

رابعا :أعراض جرثومة المعدة

-على الرغم من أن بعض الأشخاص المصابين بهذه البكتيريا لا يبدو عليهم أي أعراض، إلا أن هنالك أشخاص آخرين تظهر لديهم أعراض جرثومة المعدة والتي قد تختلف باختلاف شدة العدوى. فيما يلي أعراض جرثومة المعدة:

  • التجشؤ.
  • الانتفاخ في البطن.
  • الغثيان والقيء.
  • عدم ارتياح في البطن.
  • يجدر الإشارة أن أعراض الجرثومة الحلزونية تزداد غالباً عندما تكون المعدة فارغة، مثل بين وجبات الطعام أو في منتصف الليل. ويمكن أن تستمر أعراض جرثومة المعدة لبضع دقائق أو لساعات، وقد يشعر المريض بالتحسن بعد تناول الطعام، أو شرب الحليب، أو تناول مضادات الحموضة.

-أما في حالات الإصابة المزمنة والشديدة من البكتيريا الحلزونية فإن الأعراض قد تكون أكثر حدة، وقد يعاني المصابين من علامات وأعراض قرحة المعدة وقرحة الاثني عشر أو التهاب المعدة الشديد. وتشمل هذه الأعراض ما يلي:

  • آلام في البطن.
  • الغثيان.
  • القيء، والذي قد يتضمن وجود الدم.
  • اسوداد في لون البراز.
  • التعب والإرهاق
  • الإعياء.
  • فقر الدم وتناقص في عدد خلايا الدم الحمراء، بسبب نزف تقرحات المعدة.
  • فقدان الشهية.
  • الإسهال.
  • قرحة المعدة.
  • الحرقة.
  • رائحة الفم الكريهة.
  • فقدان الوزن دون سبب واضح.

يمكن أن تسبب عدوى جرثومة المعدة الشديدة إلى حدوث نزيف معوي بسبب شدة القرحة في المعدة أو الأمعاء، الأمر الذي يعتبر خطيراً. وينصح بطلب المساعدة الطبية فوراً في حال ملاحظة الاعراض التالية:

  • تغير لون البراز إلى لون غامق أو أسود أو ملاحظة وجود دم في البراز.
  • الشعور بصعوبة في التنفس.
  • الشعور بالدوار.
  • التعب الشديد بدون سبب.
  • شحوب لون البشرة.
  • القيء المصحوب بالدم.
  • آلام شديدة وحادة في المعدة.
  • كما يجدر الذكر أن عدوى الملوية البوابية يمكن أن تسبب سرطان المعدة، ولكن هذا ليس بالأمر الشائع. ومن الأعراض التي يمكن أن تدل على هذا المرض في البداية الحموضة في المعدة، والغثيان، وعدم الشعور بالجوع أو الشعور بامتلاء المعدة بعد كمية قليلة من الطعام، والتقيؤ، وفقدان الوزن من غير قصد.

يمكن أن تسبب عدوى جرثومة المعدة الشديدة إلى حدوث نزيف معوي بسبب شدة القرحة في المعدة أو الأمعاء، الأمر الذي يعتبر خطيراً. وينصح بطلب المساعدة الطبية فوراً في حال ملاحظة الاعراض التالية:

  • تغير لون البراز إلى لون غامق أو أسود أو ملاحظة وجود دم في البراز.
  • الشعور بصعوبة في التنفس.
  • الشعور بالدوار.
  • التعب الشديد بدون سبب.
  • شحوب لون البشرة.
  • القيء المصحوب بالدم.
  • آلام شديدة وحادة في المعدة.
  • كما يجدر الذكر أن عدوى الملوية البوابية يمكن أن تسبب سرطان المعدة، ولكن هذا ليس بالأمر الشائع. ومن الأعراض التي يمكن أن تدل على هذا المرض في البداية الحموضة في المعدة، والغثيان، وعدم الشعور بالجوع أو الشعور بامتلاء المعدة بعد كمية قليلة من الطعام، والتقيؤ، وفقدان الوزن من غير قصد.

خامسا :كيف يتم تشخيص جرثومة المعدة؟

تعتبر الإصابة بالبكتيريا الحلزونية أمراً معدياً، إلا أن الكثير من الأشخاص تعيش هذه البكتيريا في أجسامهم من غير ظهور أية أعراض لديهم. وفي حال عدم وجود أي أعراض لوجود قرحة المعدة فمن المحتمل ألا يحتاج الشخص أو يطلب منه فحص جرثومة المعدة.

أما إذا كان الشخص يعاني من بعض الأعراض التي تدل على جرثومة المعدة أو كان الشخص قد عانى في السابق من جرثومة المعدة، فإنه من الأفضل إجراء الاختبار والتأكد من نشاط العدوى أو عدم وجودها.

يمكن أن يسبب التناول المفرط للأدوية المستخدمة في علاج القرحة، مثل الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs) إلى تلف بطانة المعدة أيضاً. لذلك من المهم معرفة الأسباب التي ينتج عنها الأعراض المرضية التي يشكي منها الشخص حتى يتم الحصول على العلاج المناسب. وفيما يلي طرق تشخيص البكتيريا الحلزونية.

♦التاريخ المرضي والفحص السريري:

في البداية يقوم الطبيب بأخذ السيرة المرضية للمريض والسؤال عن الأعراض التي يعاني منها ووقت بدأ ظهورها، بالإضافة إلى السؤال عن أي أدوية أو مكملات غذائية يتناولها المريض وسماع الأعراض المرضية، ثم ينتقل الطبيب للفحص البدني للمريض والذي يشتمل على الضغط على البطن للتأكد من وجود أية انتفاخ أو ألم، بالإضافة إلى سماع أي أصوات قد تصدر من المعدة أيضاً.

♦الفحوصات والاختبارات المعملية لتشخيص جرثومة المعدة:

قد يقوم الطبيب بطلب أحد الاختبارات من المعمل الطبي للتأكد من وجود البكتيريا، وتشمل:

1- اختبار الدم للكشف عن جرثومة المعدة:

يتم أخذ عينة دم من الوريد في ذراع اليد ثم ترسل للمختبر لتحليلها، والتي سيتم استخدامها للبحث عن الأجسام المضادة، وهي بروتينات يقوم الجهاز المناعي لجسم الإنسان بتصنيعها عندما يكتشف وجود أجسام ضارة مثل البكتيريا، حيث تقوم هذه الأجسام المضادة بمهاجمة الكائنات الغريبة، مثل البكتيريا الملوية.

ولكن والجدير بالذكر أن هذا الفحص يخبر الطبيب المشخص فقط عما إذا كان جسم المريض يحتوي على أجسام مضادة للبكتيريا أم لا، لذلك لا يمكن معرفة إذا كان هناك إصابة حالية أو مدة إصابة المريض بها، وذلك لأن الإختبار يمكن أن يكون إيجابياً لسنوات حتى لو تم علاج الإصابة حيث تبقى الأجسام المضادة في الدم، ونتيجة لذلك فإنه لا يمكن الاعتماد على هذا الفحص لمعرفة ما إذا كان قد تم علاج الإصابة بعد تلقي العلاج.

2- اختبار البراز للكشف عن جرثومة المعدة:

يتم فحص جرثومة المعدة عن طريق البراز عن طريق تحضير عينة براز حيث يعطى المريض علبة خاصة معقمة لتحضير عينة براز، ثم ترسل إلى المختبر لتحديد وجود البكتيريا الحلزونية في البراز.

يتطلب هذا الاختبار عادة إيقاف تناول بعض أنواع الأدوية قبل إجراء الفحص، مثل المضادات الحيوية ومثبطات مضخة البروتون. يمكن استخدام هذا الاختبار لتشخيص الإصابة الحالية بالبكتيريا المسببة لجرثومة المعدة ومن أجل التأكد من أنه قد تم العلاج من الإصابة تماماً بعد تلقي العلاج.

3- اختبار التنفس للكشف عن جرثومة المعدة – Urea Breath Test:

يتم اختبار التنفس أو ما يعرف باختبار التنفس لنظير الكربون – اليوريا  (Carbon Isotope-Urea Breath Test)  من خلال ابتلاع المريض لمادة خاصة تحتوي على اليوريا، ففي حالة وجود البكتيريا الملوية تقوم هذه البكتيريا بتحويل اليوريا إلى ثاني أكسيد الكربون والذي يتم تجميعه في جهاز خاص وتتبعه أثناء عملية الزفير بعد عشرة دقائق. واليوريا عبارة عن مادة ينتجها الجسم نتيجة لتكسير البروتين، أما اليوريا المستخدمة في هذا الاختبار يتم تصنيعها في المختبر بطريقة غير ضارة.

يمكن لهذا الإختبار تشخيص جميع الأشخاص المصابين بهذه البكتيريا ويمكن استخدامه أيضاً للتحقق من أن الإصابة التي تلقت علاج سابق وتم علاجها بالكامل. أيضاً، يتوجب على المريض قبل إجراء هذا الاختبار بما يصل إلى أسبوعين تقريباً إلى التوقف عن تناول المضادات الحيوية، وأدوية البزموث (بالإنجليزية: Bismuth Medicines)، ومثبطات مضخة البروتون.

4- منظار الجهاز الهضمي العلوي لفحص المعدة وأخذ عينة لفحص الأنسجة:

في عملية المنظار الداخلي للمعدة، يقوم الطبيب بإدخال منظار داخلي بدءاً بالفم وصولاً إلى أسفل المعدة والاثني عشر. تقوم الكاميرا المرفقة بإرسال الصور على الشاشة المتصلة لعرضها على الطبيب لملاحظة أي تغيرات في الأنسجة أو مناطق غير طبيعية وتسجيل الملاحظات للمساعدة على التشخيص. وفي بعض الحالات يتم أخذ عينات من أنسجة هذه المناطق وارسالها للمعمل لفحص الأنسجة وتعد هذه الطريقة في التشخيص هي الأكثر دقة لمعرفة ما إذا كان لدى الشخص إصابة بالبكتيريا الملوية.

سادسا :نصائح للتعايش مع جرثومة المعدة..

بالإضافة إلى اتباع تعليمات وإرشادات الطبيب، هنالك عدد من النصائح التي تساعد في التخفيف من أعراض الإصابة بجرثومة المعدة أو تساهم في علاجها بشكل أسرع إلى جانب العلاجات الدوائية، وتشمل هذه النصائح ما يلي:

  • تجنب الأطعمة التي تؤدي إلى تفاقم أعراض الإصابة بجرثومة المعدة، خاصة الأطعمة الغنية بالتوابل.
  • يجب الإقلاع عن التدخين.
  • يفضل تقسيم الوجبات على فترات اليوم بحيث تكون متقاربة، وذلك لتجنب إفراغ المعدة تماماً وارتفاع حموضتها.
  • يجب الإقلاع عن تناول الكحول.
  • يجب شرب كميات مناسبة من الماء بعدل 6 أكواب يومياً ما لم يكن هنالك أي مانع طبي لذلك.

سابعا :كيف يمكن الوقاية من جرثومة المعدة؟

يوجد أكثر من 50 % من سكان العالم مصابين بالبكتيريا الحلزوينة في المعدة، وعلى الرغم من عدم معرفة أسباب جرثومة المعدة إلى الآن وعدم وجود لقاح يقي من الإصابة بها، إلا أن هناك عدد من النصائح التي تساهم في الوقاية من الإصابة بجرثومة المعدة، مثل:

  • التوقف عن التدخين.
  • تجنب الكافيين المتواجد في القهوة والعديد من مشروبات الطاقة.
  • تجنب الأطعمة والمشروبات الملوثة.
  • تجنب تناول أي طعام غير مطهو بشكل جيد أو قد قام بإعداده شخص لم يغسل يديه جيداً.
  • تجنب التوابل والأطعمة الحارة.
  • تجنب الضغط النفسي والتوتر.
  • علاج أعراض الجهاز الهضمي مباشرة.
  • المحافظة على النظافة الشخصية، بما يتضمن غسل اليدين بماء غير ملوث لتجنب الإصابة بالبكتيريا.
  • عدم تناول العلاجات الطبية دون الرجوع للطبيب وخاصة الأسبرين، والمسكنات، ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية.
  • التقليل أو التوقف عن تناول الكحول.
  • يشير بعض خبراء التغذية إلى أن اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات وقليل السكريات قد يساعد في تقليل أو إيقاف الإصابة بالبكتيريا الحلزونية.